للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثالثة: ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله ذلك إذ هو إحدى الموقفين ومخافة أن يتوفى في نومته تلك، قال في حدائق الأولياء بعد سياق هذا الحديث، وفيه آداب اتخاذ فراش يأوي إليه، والاضطجاع دون القعود ونحوه وأن يكون على الجنب وأن يكون الأيمن والذكر المأثور، وفيه النوم على الطهارة وترك الكلام بعد الذكر أ. هـ.

قوله: "آمنت بكتابك الذي أنزلت" أي: بالقرآن ثم الإيمان بالقرآن مستلزم للإيمان بجميع الكتب المنزلة فلفظ كتاب محتمل لجميع الكتب ولبعضها كالقرآن، والإيمان في اللغة هو التصديق.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإن مت من ليلتك مت على الفطرة" الحديث، أي: دين الإسلام وهو المراد هنا فيكون معناه مت على الفطرة أي: على الإسلام كما في الحديث الآخر: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة" ا. هـ، وقد تكون الفطرة بمعنى الخلقة كقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (١)، وبمعنى السنة كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "خمس من الفطرة" أي: من السنة يعني سنن الأنبياء عليهم السلام التي أمرنا الله أن نقتدي بهم فيها، قال أبو العباس القرطبي (٢): هكذا قال الشيوخ في هذا الحديث، وفيه نظر لأنه إذا كان قائل هذه الكلمات المقتضية للمعاني التي ذكرت من التوحيد والتسليم والرضى إلى أن يموت على الفطرة كما يموت من قال (لا إله إلا


(١) سورة الروم، الآية: ٣٠.
(٢) المفهم (٢٢/ ٩٤).