للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النضر بن شميل: معناه نعم الله وجهه وحسّنه، وقيل: أوصله نضرة النعيم من النضارة وهي في الأصل حسن الوجه والبريق وإنما أراد حسن خلقه وقدره، وهذا الدعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - لا بد من نيل بركته ووعده بالنضارة للمبلغ حثٌ على التبليغ وحضٌ على الإنذار به حسْب قوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (١) والتبليغ فرض على الكفاية (٢)، والله أعلم.

قوله: "فوعاها" يقال: وعيت الحديث أعيه وعيًا فأنا واع إذا حفظته وفهمته وفلان أوعى من فلان أي: أحفظ، ومنه حديث أبي أمامة "لا يعذب الله قلبًا وعى القرآن" (٣) أي عقله إيمانًا به وعملًا، فأما من حفظ ألفاظه وضيع حدوده فإنه غير واع له (٤) والله أعلم.

قوله: "فرب حامل فقه ليس بفقيه" [لا فقه له]، يعني: رب شخص يكون عنده حديث مشتمل على أحكام فقهية لا يعلم ذلك الشخص تلك الأحكام المندرجة فيه فإذا أداه وسمعه شخص قادر على استخراج تلك الأحكام يحصل فائدة عظيمة للمسلمين فمن حمل حديثا فعليه نقله ونشره.

وقوله: "فرب حامل فقه" الحديث. رب: أصله للتقليل ويستعمل للتكثير كثيرًا، ومن خصائص رب أنها لا تدخل إلا على نكرة وفيها لغات عشر الراء


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٩.
(٢) الديباجة (ص ١٩٣ - ١٩٤/ رسالة علمية)، وانظر عارضة الأحوذى (١٠/ ١٢٥).
(٣) أخرجه الديلمي عن عقبة بن عمر، كما في كنز العمال رقم (٢٤٠١).
(٤) النهاية (٥/ ٢٠٧ - ٢٠٨).