للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩١٠ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه إِنِّي إِذا رَأَيْتُك طابت نَفسِي وقرت عَيْني أنبئني عَن كلّ شَيْء قَالَ كلّ شَيْء خلق من المَاء فَقلت أَخْبرنِي بِشَئ إِذا عملته دخلت الْجنَّة قَالَ أطْعم الطَّعَام وأفش السَّلَام وصل الأرْحَام وصل بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيام تدخل الْجنَّة بِسَلام رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب التَّهَجُّد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَاللَّفْظ لَهُ وَالْحَاكِم وَصَححهُ (١).

قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله: إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني [أنبئني] عن كلّ شيء؟، قال: "كلّ شيء خلق من الماء" الحديث، فهذا الحديث يدلّ على أن الماء أصل جميع المخلوقات ومادتها وجميع المخلوقات خلقت منه، وقد حكي ابن جرير وغيره عن ابن مسعود وطائفة من السلف أن أول المخلوقات الماء، وقد أخبر اللّه تعالى في كتابه أن الماء كان موجودا قبل خلق السموات والأرض فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (٢) وحديث أبي هريرة يدلّ على أن الماء مادة جميع المخلوقات، وقد دل القرآن على أن الماء مادة جميع المخلوقات (الحيوانات) قال اللّه تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (٣) وقال اللّه


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٢٩٥ (٧٩٣٢) و ٢/ ٣٢٣ (٨٢٩٥) و ٢/ ٤٩٣ (١٠٣٩٩)، وابن أبي الدنيا في التهجد (٧)، وابن حبان (٥٠٨) و (٢٥٥٩)، والحاكم (٤/ ١٩٢). وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع ٥/ ١٦: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبي ميمونة، وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (٣٥٤).
(٢) سورة هود، الآية: ٧.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٣٠.