للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإمام أبو عبد اللّه القرطبي في التذكار (١): روي عن يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي وكان قد بكى شوقا إلى اللّه تعالى ستين عاما قال: رأيتُ كأن ضفة نهر تجري بالمسك الإذفر. حافتاه شجر اللؤلؤ، وبيت من قصبان الذهب، فإذا بجوار مزينات يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان سبحان الموجود بكل مكان سبحان الدائم في كلّ زمان سبحانه سبحانه، قال: قلت: من أنتن؟. قلن: خلق من خل الرحمن، قال: قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن:

ذرأنا (٢) إله الناس رب محمد ... لقوم على الأقدام بالليل قُوَّم

كنا جور رب العالمين إلاههم ... وتسري هموم القوم والناس نُوَّم

فقلت: بخ بخ لهؤلاء من هؤلاء، لقد أقر اللّه أعينهم فقلن: أما تعرفهم فقلت واللّه ما أعرفهم، قلن: هؤلاء المتهجدون بالليل أصحاب السهر، وذكر أبو الوليد النيسابوري: أن المتهجد بشفع في أهل بيته، وروي أن الجنيد رئي في النوم، فقيل له: ما فعل اللّه بك؟ قال: طاحن تلك الإشارات وغابت تلك العبارات وبنيت تلك العلوم ونفدت تلك الرسوم وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها عند السحر، أ. هـ واللّه أعلم.

قوله: في آخر حديث أبي أمامة الباهلي في الكلام على الرواة عبد اللّه بن صالح كاتب الليث [على أمواله صالح الحديث وله مناكير].


(١) التذكار (ص ٨٥).
(٢) [قوله ذرأنا: هو بسكون الهمزة سكونًا مبينًا فيصير ذرى كغزى تخفيفًا للضرورة].