للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري، ومعنى بردزبة بالعربية: الزارع، وأما اسم صحيحه فسماه مؤلفه البخاري (المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه)، وأما محله: فقال العلماء: هو أول مصنف صُنف في الصحيح المجرد، واتفق العلماء على أن أصح الكتب المصنفة صحيحا البخاري ومسلم، واتفق الجمهور على أن صحيح البخاري أصحهما صحيحًا وأكثرهما فوائد، وأجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما، وأما سبب تصنيفه وكيفية تأليفه.

قال النووي (١): فروينا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال: فإن البخاري كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرًا في الصحيح لسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع ذلك في قلبي وأخذت في جمع هذا الكتاب، وروينا من جهات عن البخاري قال: صنفت كتاب الصحيح لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته بيني وبين الله عز وجل، وروينا عن الفربري قال: قال البخاري: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

قال النووي (٢): وبلغني عن الشيخ أبي زيد المروزي من أصحابنا وهو أجل من روى صحيح البخاري عن الفربري قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال: إن أمتي تدرس الفقه ولا تدرس كتابي قلت: وما كتابك يا رسول الله،


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٧٤).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٧٥).