للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: ذكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - نام ليلة حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه"، أو قال: "في أذنه" رواه البخاري. ومسلم والنسائي وابن ماجه وقال: "في أذنيه" على التثنية من غير شك في الحديث.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بال الشيطان في أذنه أو أذنيه" اختلفوا في معناه على وجهين، أحدهما: أن يحمل على ظاهره، وكذلك قال القاضي عياض (١): ولا يبعد أن يكون على ظاهره، أ. هـ؛ وقد جاء في القرآن أن الشيطان ينكح قال الله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (٢) وجاء في الحديث أنه يأكل ويشرب فلا يمتنع أن يكون له بول وإن لم يكن على ما يظهر للحس. والثاني: أنه مثل مضروب، قال المهلب والطحاوي وآخرون: هو استعارة وإشارة إلى انقياده للشيطان وتحكمه فيه وعقد على قافية رأسه وإذلاله له، وقال الحربي: بال هنا سخر منه وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله تعالى (٣)، قيل: ويجوز أن يكون معناه أخذ بسمعه عن سماع نداء الملك هل من داع فأستجيب له" الحديث وشغله بالوسوسة، وتزيينه النوم فهو كالبول في أذنه لأنه نجس خبيث ومخبث وأفعاله كذا، وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل، شبه هذا الغافل عن الصلاة لتثاقله في نومه بمن وقع البول في أذنه فيقل سمعه وفسد حسه والعرب تضرب المثل بمثل هذا قال الراجز:


(١) إكمال المعلم (٣/ ١٣٩).
(٢) سورة الرحمن، الآية: ٥٦.
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٦٤).