للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أكثر، وما كانت البداية باسمه عز وعلا، قال ابن رجب الحنبلي (١): فأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء، فإن قلت: معنى الأفضل الأكثر ثوابا عند الله تعالى فالمراد المستغفر بهذا النوع من الاستغفار أكثر ثوابا من المشتغلين بغيره على ربه عز وجل ثم يثني بالاعتراف بذنبه ثم يسأل المغفرة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا عبدك" أي: معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ فيّ (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا على عهدك" الحديث، والعهد المذكور فيه هو العهد الذي أخذه الله تعالى على الذرية بقوله تعالى {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (٣) (٤) وقال بعضهم: وأنا على ما عاهدتك عليه ووعدتك من الإيمان والإخلاص في الطاعة، ويحتمل أن يكون معناه أي مقيم على ما عهدت إلي من أمرك وأنك منجز وعدك في المثوبة بالأجر عليه واشتراك الاستطاعة في ذلك، معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب في حقه تعالى (٥).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ووعدك ما استطعت" إشارة إلى قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٦) أي: عملا صالحًا قدموه، وقيل:


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤١٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ٥٨).
(٣) سورة الأعراف، الآية: ٧٢.
(٤) شرح الصحيح (١٠/ ٧٥) لابن بطال، والتوضيح (٢٩/ ١٨٦).
(٥) شرح المشكاة (٦/ ١٨٤٤ - ١٨٤٥)، والكواكب الدراري (٢٢/ ١٢٤).
(٦) سورة يونس، الآية: ٢.