للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فركعتا الضحى تجزئ عنك" ليس المراد على هاتين الخصلتين المذكورين في الحديث خاصة وإنما المراد على الإتيان بثلاثمائة وستين حسنة (١) ومعلوم أن النوافل لا تجزئ عن الواجبات مع الاتفاق على عدم وجوب صلاة الضحى على عموم الناس (٢) واللّه أعلم. وفيه فضل عظيم لصلاة الضحى لما دل عليه الحديث من أنها تقوم مقام ثلاثمائة وستين حسنة (٣)، قال العراقي (٤): وذكر أصحابنا الشافعية أنها أفضل التطوع بعد الرواتب وفيه أن أقل صلاة الضحى ركعتان وهو كذلك بالإجماع واللّه أعلم.

فائدة: وأما ما صح عن ابن عمر من قوله في الضحى أنها بدعة، وعن ابن عباس نحوه فمحمول على صلاتها في المسجد، والتظاهر بها لا أن أصلها في البيوت ونحوها مذموم أو أراد بقوله بدعة المواظبة عليها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يواظب عليها خشية أن تفرض وهذا في حقه - صلى الله عليه وسلم -، وقد ثبت استحباب المحافظة عليها في حقنا لحديث أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة ويجزئ عن ذلك ركعتان يصليهما في الضحى" رواه مسلم (٥) وغير ذلك من الأحاديث (٦).


(١) طرح التثريب (٣/ ٧٠).
(٢) طرح التثريب (٢/ ٣٠٢).
(٣) طرح التثريب (٣/ ٧١).
(٤) طرح التثريب (٣/ ٧١).
(٥) أخرجه مسلم (٨٤ - ٧٢٠).
(٦) طرح التثريب (٣/ ٦٤ - ٦٥).