للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

احتمال وسع العقول؛ وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلمة من الحكمة يتعلمها الرجل خير من الدنيا وما فيها" (١) فالحكمة العلم والعمل به، قال ابن قتيبة: لا يكون الرجل حكيمًا حتى يجمع العلم والعمل (٢)، وقيل: الحكمة فهم معاني القرآن والعمل بما فيه، فالحكمة: هي فهم القرآن والعمل بما فيه، ولا يكتفي بتلاوة ألفاظ الكتاب حتى يعلم معناه، ويعمل بمقتضاه، فمن جمع له ذلك كله فقد أوتي الحكمة، قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} (٣) الآية، وقال الفضيل: العلماء كثيرون والحكماء قليلون، وقال: الحكماء ورثة الأنبياء، قال: فالحكمة هي العلم النافع الذي يتبعه العمل الصالح وهي نور يقذف في القلب يفهم بها معنى العلم المنزل من السماء، ويحض على اتباعه والعمل به، ومن قال الحكمة السنة فقوله حق؛ لأن السنة تفسر القرآن وتبين معانيه وتحض على اتباعه والعمل به، فالحكيم: هو العالم المستنبط لدقائق العلم المنتفع بعمله بالعمل به، ولأبي العتاهية شعر:

وكيفَ تُحِبُّ أنْ تُدعى حَكيمًا ... وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ

وَتَضْحَكُ دَائِبًا ظَهرًا لبَطنٍ ... وتذكُرُ مَا عَمِلْتَ فَلَا تَتُوبُ (٤)

وقيل: الحكمة: علم يحدث بلا سبب، ويقال: الوقوف على حقائق


(١) قوت القلوب (١/ ٢٣٨)، وإحياء علوم الدين (١/ ٣٨).
(٢) منهاج القاصدين (ص ٤٣).
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٦٩.
(٤) لطائف المعارف (ص ٨٤ - ٨٥).