للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن أبي الدرداء، تقدم الكلام على أبي الدرداء.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين" إلى قوله "وصلى ثنتي ركعة بنى اللّه له بيتا في الجنة" الحديث، قال الشيخ ولي الدين العراقي (١): واختلف أصحابنا في أكثر الضحى، فحكي النووي في شرح المهذب عن أكثر أصحابنا: أن أكثرها ثمان ركعات وهو مذهب الحنابلة، وجزم الرافعي في الشرح الصغير والمحرر والنووي في الروضة والمنهاج تبعا للروياني بأنا أكثرها ثنتا عشرة ركعة، وورد فيه حديث ضعيف، وقال الروياني في الحلية: أكثرها ثنتا عشرة ركعة وكلما زاد كان الأفضل ولما ذكر النووي في الروضة أن أكثرها ثنتا عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين (٢) وإن جمع الكل بتشهد واحد وتسليم واحد جاز (٣)، ففيه دليل على استحباب الضحى وأن أدناها ركعتان وأكثرها ثنتا عشرة ركعة، وصلاتها قائما أفضل لأنه - صلى الله عليه وسلم - صلاها عام الفتح في بيت أم هانئ ثمان ركعات، واختلفوا هل واظب عليها - صلى الله عليه وسلم - أو لا؟ فذهبت عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يواظب عليها وأنه - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك اليوم، وفي رواية عنها أنها قالت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بعد الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء، وقال الماوردي أنه - صلى الله عليه وسلم - واظب عليها، وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان


(١) طرح التثريب (٣/ ٧١).
(٢) روضة الطالبين (١/ ٣٣٢).
(٣) نهاية المطلب (٢/ ٣٥٠)، والتهذيب (٢/ ٢٢٨).