للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (١) الآية" ورواه ابن حبان والبيهقي بلفظ: "ثم يصلي ركعتين" المراد بقوله: "ثم يقوم فيتطهر" الوضوء الشرعي.

واعلم أن معنى الاستغفار سؤال العبد ربه عز وجل أن يغفر له ومعنى مغفرته لذنوب عباده أن يسترها عليهم بعطفه ورأفته بهم وأن لا يكشف أمورهم لخلقه ولا يهتك سترهم بالعقوبة التي سهرهم في عيوبهم، وأصل الغفر الستر والتغطية ومنه يقال لِجُنّةِ الرأس المغفر، أ. هـ قاله الهروي. قوله: ثم قرأ هذه الآية {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ] وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ولم يصروا أي لم [يقيموا ولم] يداوموا، يفهم من الآية أثهم إذا لم يستغفروا أي لم يتوبوا وأصروا على ذنوبهم يكون محل الحذر والخوف قاله الكرماني (٢) وفي الحديث: "ما أصر من استغفر" (٣) أي على الشيء يصر إصرارًا إذا لزمه وداومه وثبت عليه وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب يعني من اتبع الذنب [بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه (٤)].


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
(٢) الكواكب الدراري (١/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٣) أخرجه أبو داود (١٥١٤)، والترمذي (٣٥٥٩). وضعفه الألباني في ضعيف، المشكاة (٢٣٤٠)، ضعيف أبي داود (٢٦٧).
(٤) النهاية (٣/ ٢٢).