للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدهما كرم المثنى عليه فإنه اكتفى بالثناء عن السؤال لسهولة البذل عليه وللمبالغة في الكرم، وثانيهما أن المثنى لما آثر الثناء الذي هو حق عليه على حق نفسه الذي هو حاجته بودر إلى قضاء حاجته من غير إحواج إلى إظهار مذلة السؤال مجازاة له على ذلك الإيثار قال: ومما جاء منصوصا عليه سمي دعاء وإن لم يكن فيه طلب ما خرجه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم في شيء إلا استجيب له" (١).

فائدة: أمية بن أبي الصلت المذكور في الثناء، اسم أبيه عبد الله كان يتعبد في الجاهلية ويؤمن بالبعث وأدرك الإسلام ولم يسلم وثبت في صحيح مسلم عن الشريد بن سويد قال: ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال: "معك من شعر ابن أبي الصلت شيء؟ " قلت: نعم، قال: "هيه" فأنشدته بيتا، فقال: "هيه" حتى أنشدته مائة بيت فقال: "لقد كاد يسلم في شعره" أ. هـ قاله الكرماني في شرح البخاري (٢)، وقال في الحواشي: أمية هذا رجل كان يتطلب الدين وأخبره علماء الكتابين أنه سيظهر نبي في هذا الزمان فما زال يبحث عن صفته ويرجوا أن يكون هو المبعوث فلما أخبروه بسنه قال: قد عمرت هذا السن


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٠٥)، والنسائي في الكبرى (١٠٤١٦). وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب (١٢٢/ ٧٩)، المشكاة (٢٢٩٢/ التحقيق الثاني).
(٢) الكواكب الدراري (١٥/ ٧٠).