للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: نعم، فلما طال المجلس قلت له: يا عم أنت تدعوا للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم وقال: يا بني قضاء الله عندي أحسن من بصري، وبهذا تمسك بعض الصوفية لما ضاع له ولد ولم يعرف مكانه ثلاثة أيام فقيل له: لو سألت الله أن يرده فقال: اعتراضي عليه فيما قضى اشد علي من ذهاب ولدي، ولما قتل عثمان اعتزل سعد الفتن ولم يقاتل في شيء من تلك الحروب، روى له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وأحد وسبعون حديثا (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من سعادة ابن آدم استخارته الله عز وجل" زاد الحاكم: "ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل" وفي الترمذي: "من سعادة ابن آدم استخارة الله عز وجل في كل أموره ومن شقاوته تركه استخارته في كل أموره" وروى عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا هممت بأمر فاستخر الله سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبقك في قلبك فإن الخير فيه" (٢) وفي رواية البزار: "من سعادة المرء استخارته ربه ورضاه بما قضى ومن شقاوة المرء تركه الاستخارة وسخطه بعد القضاء" الحديث، السَخَط والسُخط الكراهية للشيء وعدم الرضى به والاستخارة طلب الخير في الشيء، والخِيَرَة على وزن العنبة فهي


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢١٣ - ٢١٤).
(٢) أخرجه ابن السنى في اليوم والليلة (٥٩٨). قال النووي في الأذكار (ص ١٢٠): إسناده غريب، فيه من لا أعرفهم. وضعفه ابن حجر جدا في نتائج الأفكار (٤/ ٧٠). ووهاه الألباني في الضعيفة (٦٩٠٨).