للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بواجب لحديث أبي هريرة المتقدم في أول الباب: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت" (١)، وفيه: أنه يستحب التطيب، وفيه: وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع (٢)، والعلة: أنه يوم اجتماع ملائكة وآدميين فيغتسل لإزالة الرائحة الكريهة والتفث، ويتطيب ليذهب أذى عرقه إن كان، أو ليشم منه الملائكة والمؤمنون منه رائحة طيبة، ويستوي في استحباب الطيب كل من أراد حضور الجمعة من الرجال والنساء والصبيان والعبيد إلا النساء، فيكره لمن أرادت منهن الحضور الطيب والزينة وفاخر الثياب، ويستحب لها قطع الرائحة الكريهة، قاله الكمال الدميري (٣).

لطيفة: من تطيب يوم الجمعة، ونوى بذلك إتباع السنة وتعظيم بيت الله تعالى واحترام يوم الجمعة ودفع الأذى عن غيره بدفع الرائحة، فقد أشار إلى ذلك - صلى الله عليه وسلم -: "من تطيب لله جاء يوم القيامة وريحه أطيب من ريح المسك؛ ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه أنتن من الجيفة" (٤)، ومثال التطيب لغير الله: أن يقصد التنعم بلذته أو التفاخر بإظهار ثروته أو التزويق للنساء


(١) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٤٦).
(٢) زاد المعاد (١/ ٣٦٥).
(٣) انظر: النجم الوهاج (٢/ ٤٩٥) لكمال الدين الدميري، وهو في المجموع للنووي (٤/ ٥٣٨).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧٩٣٣) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلا.