للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سعد؟ قال: لأنه كان يتكلم وأنت تخطب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق سعد". الحديث.

اختلف العلماء - رضي الله عنهم - في الكلام والإمام يخطب هل هو حرام أو مكروه كراهة تنزيه؟ وهما قولان للشافعي جديد، وقديم، أصل القولين أن الإنصات إلى سماع الخطبة هل يجب؟ الأصح الجديد أنه لا يجب لأنه - صلى الله عليه وسلم - "كان يخطب فدخل داخل فقال: متى الساعة؟ يا رسول الله! فأشار إليه الناس أن اسكت فكرر ذلك فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الثالثة ما أعددت لها؟ فقال: ما أعددت لها شيئا غير إني أحب الله ورسوله فقال - صلى الله عليه وسلم -: المرء مع من أحب" (١).

وجه الدلالة منه أنه لم ينكر عليه فلو وجب الإنصات لأنكر عليه ولم ينكر أيضا على الذي سأله الاستسقاء وهو يخطب ولأنها عبادة لا يفسدها الكلام فلم يحرم فيها كالطواف (٢) ووجه مقابله وهو نص الشافعي في القديم والإملاء وقطع به بعضهم خبر أبي هريرة وهو قوله: فقد لغوت فإن اللاغي آثم قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣)} (٣) (٤) وتقدم الكلام على ذلك.


(١) أخرجه مسلم (٢٦٣٩) (١٦١) وأحمد (١٢٠١٣) وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٧١٨) وحسين المروزي في زوائده (١٠١٩) والترمذي (٢٣٨٥)، وابن حبان (١٠٥) و (٧٣٤٨)، والخطيب ٤/ ٢٥٩، والبغوي (٣٤٧٩).
(٢) الحاوى (٢/ ٤٣١)، وكفاية النبيه (٤/ ٣٩١).
(٣) سورة المؤمنون، الآية: ٣.
(٤) كفاية النبيه (٤/ ٣٩١).