للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كنت في الجمعة وتفكرت في كل جمعة قبله حتى [يترقى وهمك] إلى الجمعة التي خلق فيها أبوك أدم ثم فكرت في الأيام الستة التي قبل تلك الجمعة وجدت في كل يوم منها جنسا من المخلوقات (١) ا. هـ.

فائدة أخرى: عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين" (٢)، وعن النعمان بن بشير قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيد وفي الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} قال: إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد قرأ بهما أيضا في الصلاة أخرجهما مسلم (٣) قال في المفهم: والحكمة (في قراءتها) أنه يذكرهم بأمر الجمعة ويبين تأكدها وأحكامها وأما قراءة المنافقين فالتوبيخ من حضرها منهم لأنه قل من كان يتأخر عن الجمعة منهم إذ قد كان يهدد عن التخلف عنها بتحريق البيوت على من فيها ولعل هذا والله أعلم كان في


(١) العلم المشهور (لوحة ١٦٩) وتتمة كلامه: موجودا إلى السبت ثم انقطع وهمك فلم تجد في الجمعة التي تلي ذلك السبت وجودا إلا للواحد الصمد الوتر، فقد ذكرت الجمعة من تفكر بوحدانية الله وأوليته وإنظر كيف أمرنا الشارع (د) بالإجتماع في منزل واحد يخطب لنا خطيب واحد يذكر بوحدانية الله وبفناء الخلق وذهابهم ورجوعهم إلى ربهم ووقوفهم لحسابهم وأما قراءته (د) في الركعة الثانية {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} فلما في هذه السورة من ذكر السعي وشكر الله تعالى عليه كما قال جل من قائل {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} وقال جل من قائل في يوم الجمعة {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} فنبه بقراءته إياها على الباعث للسعى المشكور عليه والله أعلم انتهى. وهو بنحوه في الروض الأنف (٤/ ١٠٨ - ١٠٩).
(٢) أخرجه مسلم (٨٧٩) أحمد (١٩٩٣) وأبو داود (١٠٧٥)، الترمذي (٥٢٠).
(٣) صحيح مسلم (٨٧٧).