للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مصرح بما ذكرته من أن المراد البعض. وقد اختلف العلماء في عدّ الكبيرة وتمييزها من الصغيرة فعن ابن عباس: كل شيء نهى الله عنه فهو كبيرة، وحكى القاضي عياض (١) هذا المذهب عن المحققين واحتج القائلون بهذا بأن كل مخالفة فهي بالنسبة إلى جلال الله تعالى كبيرة وذهب الجماهير من السلف من جميع الطوائف إلى انقسام المعاصي إلى صغائر وكبائر وهو مروي أيضا عن ابن عباس، وسيأتي الكلام على ذلك أبسط من هذا.

١١٠٤ - وَعَن أنس بن مَالك - رضي الله عنه -: قَالَ أَتَى رجل من تَمِيم رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي ذُو مَال كثير وَذُو أهل وَمَال وحاضرة فَأَخْبرنِي كيفَ أصنع وَكيف أنْفق فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - تخرج الزَّكَاة من مَالك فَإِنَّهَا طهرة تطهرك وَتصل أقرباءك وتعرف حق الْمِسْكِين وَالْجَار والسائل، الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح (٢).

قوله: وعن أنس بن مالك تقدم الكلام على أنس بن مالك.

قوله: "أتى رجل من تميم" بنو تميم اسم قبيلة من قبائل العرب، ابْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ (٣) ا. هـ.


(١) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٠٦).
(٢) أخرجه أحمد (١٢٣٩٤)، والطبراني في الأوسط (٨٨٠٢)، والحاكم (٢/ ٣٦٠)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٦٣): رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(٣) الأنساب للسمعاني (٣/ ٧٩) واللباب (١/ ٢٢٣) ووقع عند غيرهما: تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر انظر أنساب البلاذري (١٢/ ١١)، وجمهرة أنساب العرب =