للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الآية الفاذة الجامعة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} (١) " الحديث الفاذة أي المنفردة في معناها والفذا لواحد يقال فذا لرجل عن أصحابه إذا شذ عنهم فبقي فردا أو سماها فاذة لخلوها عن بيان ما تحتها من تفاصيل أنواعها وقيل إذ ليس مثلها آية أخرى في قلة الألفاظ وكثرة المعاني لأنها جامعة لكل أحكام الخيرات والشرور، فإن قلت: كيف دلالة الآية على الجواب، قلت: كأن سؤالهم أن الحمار له حكم الفرس أم لا فأجاب: بأنه إن كان لخير فلا بد أن يرى جزاءه ويحصل له الأجر وإلا فبالعكس ومعنى الجامعة، الجامعة لأبواب البر لاجتماع اسم الخير على سائر الطاعات كذا في الميسر والجامعة أي العامة الشاملة المتناولة لكل خير ومعروف ومعنى الحديث "لم ينزل عليّ فيها" نص بعينها لكن نزلت هذه الآية العامة ا. هـ، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إشارة إلى أنه لم يفسر اللّه له من أحكام الحمر وأحوالها ما فسر له في الخيل والإبل وغيرهما مما قاله القرطبي (٢) قوله - صلى الله عليه وسلم - في رواية النسائي "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جاء يوم القيامة شجاعا من نار" (٣) وجاء: ها هنا بمعنى صار وتحول ويحتمل أن يكون جاء إلى صاحبه وقصده قاله عياض (٤).


(١) سورة الزلزلة، الآيتان: ٧ - ٨.
(٢) ينظر: تفسير القرطبي (١/ ٣٤٢).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٠٦).