للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن اشتغل بطلب الزيادة ولا يكون حراما ما لم يرد به الفخر والرياء وذلك لأن الله تعالى فرض على عباده فرائض ولا يتهيأ أداء تلك الفرائض إلا باللباس وقوت النفس ولا يحصل ذلك إلا بالكسب قيل ترك الكسب على ثلاثة أوجه للكسل وللتقوى وللعار فمن ترك الكسب كسلا فلا بد له من السؤال ومن تركه تقوى فلا بد له من الطمع ومن تركه عارًا فلا بد له من السرقة (١).

فرع يختم به الباب: السؤال في المسجد مكروه فإن كان يتخطى الناس أو يتخطاهم بجبى له الفلوس لم يجز ذلك وقد تقدم في الجمعة أن تخطي الرقاب حرام فيجب على كل قادرًا إنكار ذلك ومنعهم منه (وقد يضم السؤال إلى ذلك) القراءة على غير الصحة وذكر الأحاديث الموضوعة والأثار المكذوبة والقصص الباطلة فيتأكد وجوب الإنكار ويعظم الإثم في السكوت لأن في السكوت مع هذا الفعل على رؤس الأشهاد إتهامًا له والعوام يظنون أن ذلك جائز فيكون السكوت سببًا لتجرئة غيره على مثل فعله وسببًا لإعطاء العوام له وترغيبًا في ذلك الفعل وقد قال: بعض علماء الحنفية (٢) لو تصدق بأربعين فلسًا خارج المسجد لم يكن ذلك كفارة لذلك


(١) بستان العارفين (ص ٣٦٧).
(٢) ينظر: الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني (٢/ ١) تحفة الفقهاء (١/ ٢٦٣) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٢/ ٢) الهداية في شرح بداية المبتدي (١/ ٩٨) الاختيار لتعليل المختار (١/ ٩٩) العناية شرح الهداية (٢/ ١٥٣) الجوهرة النيرة على مختصر=