للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بين جنبيك" وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز وهو من فصيح الكلام لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ وقد ثارت عليه شهوة الغضب فقهرها بحلمه وصرعها بثباته كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه (١) ومعناه أنكم تعتقدون أن الصرعة الممدوح القوي الفاضل هو الذي لا تصرعه الرجال بل يصرعهم وليس هو كذلك شرعا بل هو من يملك نفسه عند الغضب فهذا هو الفاضل الممدوح الذي قل من يقدر على التخلق بخلقة ومشاركته في فضيلته بخلاف الأول (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تدرون ما الرقوب قلنا الرجل الذي لا يولد له قالوا إن الرقوب الرجل الذي له الولد ثم لم يقدم منهم شيئا" الحديث، الرقوب: بفتح الراء وتخفيف القاف وأصل الرقوب في كلام العرب الذي لا يعيش له ولد ومعنى الحديث أنكم تعتقدون أن الرقوب المحزون هو المصاب بموت أولاده وليس هو كذلك شرعًا، بل هو من لم يمت أحد من أولاده في حياته فيحتسبه ويكتب له ثواب مصيبته وثواب صبره عليه ويكون له فرطا وسلفا (٣) وقال: في الفائق (٤) وكذا في النهاية (٥) الرقوب في اللغة الرجل والمرأة إذا لم يعيش لهما ولد (لأنه) متى ترقب موته وترصده خوفا عليه فنقله - صلى الله عليه وسلم - إلى الذي لم


(١) النهاية (٣/ ٢٣ - ٢٤).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٦٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٦٢).
(٤) الفائق في غريب الحديث (٢/ ٧٦).
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٢٤٩).