للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة قال: "إذا يجزيك الله به الجنة" قال: فانطلق أبو الدحداح حتى أتى أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشا يقول:

هَدَاكِ رَبِّي سُبُلَ الرَّشَادِ ... إِلَى سَبِيلِ الْخَيْرِ وَالسَّدَادِ

بينِي مِنَ الْحَائِطِ بِالْوِدَادِ ... فَقَدْ مَضَى قَرْضًا إِلَى التَّنَادِّ

أَقْرَضْتُهُ اللهَ عَلَى اعْتِمَادِي ... بِالطَّوْعِ لَا مَنٍّ وَلَا ارْتِدَادٍ

إِلَّا رَجَاءَ الضِّعْفِ فِي الْمَعَادِ ... فَارْتَحِلِي بِالنَّفْسِ وَالْأَوْلَادِ

وَالْبِرُّ لَا شَكَّ فَخَيْرُ زَادِ ... قَدَّمَهُ الْمَرْءُ إِلَى الْمَعَادِ

قالت أم الدحداح: ربح بيعك بارك الله لها فيما اشتريت وأجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:

بَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ وَفَرَحْ ... مِثْلُكَ أَدَّى مَا لَدَيْهِ وَنَصَحْ

أزلك الحظ إذا الحظ وضح ... قَدْ مَتَّعَ اللهُ عِيَالِي وَمَنَحْ

بِالْعَجْوَةِ السَّوْدَاءِ وَالزَّهْوِ الْبَلَحْ ... . . . . . . . . . .

وَالْعَبْدُ يَسْعَى وَلَهُ مَا قَدْ كَدَحْ ... طُولَ الليالي وعليه ما اجترح

ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كم من عذق دواح ودار فياح في الجنة لأبي الدحداح" (١) دواح العظيم الشديد العلو وكل شجرة عظيمة دوحة ومنه حديث الرؤيا فأتينا على دوحة عظيمة أي


(١) تفسير الثعلبى (٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨)، وتفسير القرطبي (٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩).