للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان من السماء فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا".

قوله: خلفًا: أي عوضا يقال أخلف الله عليك بخير وأخلف عليك خيرا أي أبدلك مما ذهب منك وعوضا عنه وأما أعط الثاني فهو مشارك للأول إذ التلف لا يعطي قاله ابن الأثير وغيره (١) قال: العلماء وهذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك بحيث لا يذم ولا يسمي سرفا والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا (٢) انتهى.

وهو موافق في المعنى لقوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} (٣) الآية وهذا يعم الواجبات والمندوبات [وقول الملك: "اللهم أعط ممسكا تلفا"؛ يعني: الممسك عن النفقات الواجبات، وأما الممسك عن المندوبات] فقد لا يستحق هذا الدعاء اللهم إلا أن يغلب عليه البخل بها وإن قلت في أنفسها كاللقمة واللحمة وما شاكل هذا فهذا قد يتناوله هذا الدعاء لأنه إنما يكون كذلك لغلبة صفة البخل المذمومة عليه وقل ما يكون كذلك إلا ويبخل بكثير من الواجبات ولا يطيب نفسا بها (٤) وأسند الترمذي الحكيم، عن الزبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون ماذا قال:


(١) النهاية (٢/ ٦٦) وشرح المشكاة (٥/ ١٥٢٣)، والكواكب الدراري (٧/ ٢٠٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ٩٥).
(٣) سورة سبأ، الآية: ٣٩.
(٤) المفهم (٩/ ٢٤/ ٢٥).