للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مخلوقات أخر لقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (١) الآية. [فقال قائلون]: خلق القلم قبل هذه الأشياء [كلها، وهذا هو اختيار] ابن جرير وابن الجوزي وغيرهما، قال: ابن جرير (٢) وبعد القلم السحاب الرقيق وبعده [العرش] واحتجوا بالحديث الذي رواه أبو داود والترمذي (٣) عن عبادة بن الصامت موقوفًا: [إن أول ما خلق الله القلم. ثم قال له اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة] (٤) قال: الترمذي حديث حسن صحيح غريب والذي عليه الجمهور فيما نقله أبو العلاء وغيره أن العرش مخلوق قبل ذلك وهذا هو الذي رواه ابن جرير من طريق الضحاك من طريق ابن عباس كما دل عليه الحديث الذي رواه مسلم (٥) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "كتب الله تعالى الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء" فدل هذا على أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقدم العرش على القلم الذي كتب به المقادير كما دل على ذلك الجماهير ويحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات قال: ابن جرير


(١) سورة هود، الآية: ٧.
(٢) تاريخ الطبري (١/ ٣٢).
(٣) أبو داود (٤٧٠٠) والترمذي (٢١٥٥) و (٣٣١٩).
(٤) بياض بالأصل تممنا من السنن للترمذي.
(٥) صحيح مسلم (٢٦٥٣).