للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإيذاء المسلمين ومن الآخر إمساك من الطعام وتكبر فأجابهما على حسب حالهما أو علم - صلى الله عليه وسلم - أن السائل الأول يسأل عن أفضل التروك، والثاني عن خير الأفعال أو أن الأول يسأل عما يدفع المضار، والثاني عما يجلب المنافع أو أنهما بالحقيقة متلازمان إذ الطعام مستلزم لسلامة اليد والسلامة لسلامة اللسان، وفيه الحث على الجود والسخاء وعلى مكارم الأخلاق وخفض الجناح للمسلمين والتواضع والحث على تآلف قلوبهم واجتماع كلمتهم وتوادهم واستجلاب ما يحصل ذلك والحديث مشتمل على نوعي المكارم لأنها إما مالية والإطعام إشارة إليها وإما بدنية والسلام إشارة إليها، قال القاضي البيضاوي (١): والألفة إحدى فرائض الإسلام وأركان الشريعة ونظام شمل الدين والله أعلم قاله الكرماني (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" أي لا تخص به أحدا كما يفعله بعض الناس تكبرًا وتهاونًا ولا يكون مصانعةً ولا ملقًا بل مراعاةً لإخوة الإسلام وتعظيما لشعار الشريعة وإذا كان خالصا لله تعالى لا يختص بأحد دون أحد ولا ينبغي أن تكون المعاداة ونحوها مانعة من السلام والله أعلم (٣) وسيأتي الكلام أيضًا على ذلك في إفشاء السلام في محله إن شاء الله تعالى.


(١) كذا هو في الكواكب الدراري (١/ ٩٣) وإنما هو القاضي عياض كما في إكمال المعلم (١/ ٢٧٦)، وشرح النووي على مسلم (٢/ ١٠ - ١١).
(٢) الكواكب الدراري (١/ ٩٣).
(٣) الكواكب الدراري (١/ ٩٣).