للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم - وفهمته العلماء في الإشارة إليه فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ودم الشهيد ريحه ريح المسك، والأطيبية التي في فم الصائم هي الخصوصية التي يمتاز بها عن دم الشهيد في اليوم المشهود بين يدي العزيز الحميد فحصل الفرق بينهما في الرائحة غير بعيد ولم أر أحدا سبقني إلى ذلك أ، هـ قاله في العلم المشهور (١).

وقال في شرح الإلمام (٢) في قوله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" أي أفضل في حكم الله وأقرب إلى رضاه وأرجح في الميزان من ريح المسك الذي يستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلبا لرضى الله تعالى حيث [ندب إلى] نبذ الرائحة الكريهة وملابسة الرائحة الطيبة كما في المساجد والصلوات وغيرها أ. هـ.

فائدة: قال بعض أهل العلم: إنما سيق هذا الحديث في معرض أن الإنسان لا ينبغي له أن يأنف من القرب من الصائم لما فيه من التغير فإن ذلك التغير أطيب يوم القيامة من ريح المسك كما جاء في الشهداء: "زملوهم في كلومهم ودمائهم فإن الشهيد يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب" (٣) بالثاء المثلثة والباء الموحدة أي يسيل واللون لون دم والريح ريح المسك، قاله ابن عقيل، أ. هـ.

لطيفة: قال العلماء: وفي طيب ريح خلوف فم الصائم عند الله معنى أن


(١) العلم المشهور (لوحة ١٢٣ - ١٢٤).
(٢) شرح الالمام (٣/ ٢١٩ - ٢١٧).
(٣) أخرجه أحمد (٢٣٦٥٩)، والشافعي في المسند ١/ ٢٠٤ - ٢٠٥، وسعيد بن منصور في السنن (٢٥٨٣)، والبيهقي في السنن ٤/ ١١.