للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على شرفه وفضله فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته كما نسب محمدا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته ونسب إليه بيته وناقته ولما كان هذا الشهر مختصا بإضافته إلى الله تعالى وكان الصيام من بين الأعمال مضافا إلى الله تعالى ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله تعالى بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام (١)، وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله، وقال في العلم المشهور: شهر الله المحرم إضافته إلى الله تعالى إضافة تشريف وتخصيص كإضافة الكعبة والبيت الحرام إلى الله تنبيها على شرف الجميع وإلا فالدنيا كلها لله تعالى وسكانها عبيد الله تعالى (٢) أ. هـ.

وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله إشارة إلى أن تحريمه إلى الله عز وجل ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صفر فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره، شعر:

شهرُ الحرامِ مباركٌ ميمون ... والصومُ فيه مضاعفٌ مَسنونُ

وثوابُ صائمه لوجه إِلهه ... في الخُلد عند مَليكه مخْزُونُ.

قاله في اللطائف (٣).


(١) لطائف المعارف (ص ٣٥ - ٣٦).
(٢) العلم المشهور (لوحة ١١).
(٣) لطائف المعارف (ص ٣٦).