للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وضع موضعه الذي وضع فيه لا فيما سواه من القرية، وقال في مكة {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} (١) وذلك إنما [كان] في القرية لا في موضع البيت، ولها أسماء كثيرة مكة وبكة والبلد، والبلد الأمين والبيت والبيت العتيق والبيت الحرام والمأموم وأم رحم بضم الراء وأم القرى وصلاح كقطام والقادسة من التقديس وهو التطهير لأنها تطهر من الذنوب والمقدسة والنساسة بالنون وسينين مهملتين، وقيل: الناسة أيضا بسين واحدة والباسة أيضا بالباء وسين واحدة لأنها تبس من الحد فيها أي تحطمه، وقيل: تبسهم تخرجهم منها والحاطمة والرأس مثل رأس الإنسان وكوثى بضم الكاف وثاء مثلثة باسم بقعة بها كانت منزل بني عبد الدار، قاله عياض (٢)، قال النووي رحمه الله (٣): ولا نعلم بلدا أكثر أسماء من مكة والمدينة لكونهما أفضل الأرض، وذلك لكثرة الصفات المقتضية للتسمية وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، ولهذا كثرت أسماء الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قيل: أن لله تعالى ألف اسم ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- كذلك ومكة أفضل الأرض إلا الموضع الذي ضم أعضاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو أفضل من كل البقاع بالإجماع (٤):


(١) سورة الفتح، الآية: ٢٤.
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٣٩٢).
(٣) تهذيب الأسماء واللغات (٤/ ١٥٧).
(٤) ذكره كمال الدين الدميري في النجم الوهاج في شرح المنهاج (٣/ ٤٦٥). ولم أجد دليلا شرعيا على ذلك.