للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "واجعل ما بها من وباء بخم" خم بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم اسم غيضة بين الحرمين لا يولد بها أحد فيعيش إلى أن يحتلم إلا أن يرتحل عنها [لشدة ما بها من] الوباء والحمى بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأظن غدير خم مضافا إليها، قاله المنذري، وقال في النهاية (١): "غدير خم" هو موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، قيل: وإنما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بنقل الحمى إلى الجحفة لأنها كانت إذ ذاك دار اليهود [قال ابن بطال:] فيه الدعاء برفع المرض والرغبة في العافية وهذا [رد] على الصوفية في [قولهم:] لا تتم له الولاية حتى يرضى بجميع ما ينزل به من البلاء [ولا يدعو] في كشفه أ. هـ قاله الكرماني (٢)، وفيه دليل من دلائل النبوة إذ لا يشرب أحد من مائها إلا صار [محموما] الحديث فإن قلت: كيف قدموا على الوباء وفي الحديث النهي عن القدوم عليه؟ قلت: هذا كان قبل النهي أو المنهي عنه [هو] الأمر العام وهذا الذي كان في المدينة هو للغرباء، وفيه: الدعاء على الكفار بالأمراض وللمسلمين بالصحة وكشف الضر عنهم وفيه رد بعض قول المتصوفة [أن الدعاء] قدح في التوكل وقول المعتزلة أنه لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر والمذهب أن الدعاء عبادة مستقلة ولا يستجاب منه إلا ما سبق به التقدير أ. هـ قاله الكرماني (٣).


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٨١).
(٢) الكواكب الدراري (٢٠/ ١٨٦).
(٣) الكواكب الدراري (٩/ ٧٤ - ٧٥).