للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والطيب لغتان بمعنى واحد، وقيل: هو مأخوذ من الشيء الطيب وهو الطاهر لخلوصه من الشرك وطهارتها منه، وقيل: لطيبها كساكنها وأمنهم ودعتهم فيها، وقيل: من طيب العيش، يقال: طاب لي الشيء أي وافقني، قال ابن بطال (١): من سكنها يجد في تربتها وحيطانها رائحة طيبة [والمعجونات] من الطيب فيها أحد رائحة من غيرها، ومنها: اسمها طيبة بتشديد الياء ومنه الحديث: "جعلت لي الأرض طيبة طهورا" أي نظيفة غير خبيثة قاله في النهاية (٢)، ومنها: اسمها الطيبة، ومنها: اسمها المحببة، ومعناها غير معنى المحبة، حكي هذه الثالثة ابن بري عن ابن خالويه، ومنها: اسمها الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} (٣) ولا خلاف أنها المدينة، سميت بذلك لأمنها والاستقرار بها، ومنها: المسكينة، ذكر ابن زبالة (٤) بإسناده عن كعب قال: نجد في كتاب الله تعالى الذي نزله على موسى -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى قال للمدينة: يا طيبة يا طابة يا مسكينة لا تقبلي الكنوز ارفعي أحاجيرك على أحاجير القرى، وهي إما من السكينة أو المسكنة، ومنها: اسمها جابرة، ومنها: اسمها: المجبورة، ومنها: اسمها العذراء، قال ابن سيدة في المحكم (٥) قال: وأراها سميت بذلك لأنها لم تنل بمكروه ولا أصيبت


(١) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (٤/ ٥٤٤ - ٥٤٥).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٤٩).
(٣) سورة الحشر، الآية: ٩.
(٤) أخبار المدينة (ص ١٨٧).
(٥) المحكم والمحيط الأعظم (٢/ ٧٤).