للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له" رواه مسلم (١) من طرق عدة فإن الصدقة الجارية والعلم المنتفع به والوالد الصالح الذي يدعو لأبويه قد ينقطع ذلك بنفاد الصدقة وذهاب العلم وموت الولد والرباط يضاعف أجره إلى يوم القيامة لأنه لا معنى للنماء إلا المضاعفة وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه وهذا لأن أعمال البر كلها لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منهم بحراسة بيضة الدين وإقامة شعائر الإسلام (٢)، أ. هـ، كلامه وهو مليح جدا فتأمله (٣) والله أعلم.

تنبيه: قال ابن النحاس عفا الله عنه: جرت السنة في معاملة الله عبيده بفضله وكرمه أن من توجه بصدق إلى شئ من القربات فمنعه منه القدر الإلهى مع شدة حرصه عليه وتصميم قصده في طلبه إن الله يعطيه يوم القيامة أجر تلك القربة تفضلا منه وإحسانا لحسن قصده وإخلاص نيته وصدق طويته، والدليل على ذلك أن من خرج مجاهدا فمات كان شهيدا وكذلك من حج فمات كتب حاجا وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المحرم الذي سقط عن بعيره فمات "إنه يبعث يوم القيامة ملبيا" (٤)، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه


(١) مسلم (٢٦٨٢).
(٢) تفسير القرطبى (٤/ ٣٢٥)، والتذكرة (ص ٤١٦).
(٣) مشارع الأشواق (ص ٣٧٢).
(٤) البخاري (١٨٥١)، ومسلم (١٢٠٦).