للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطّيب وَهُوَ الْأَظْهر.

قوله: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة" وفي رواية "وعبد القطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط" الحديث، الخميصة: ثوب معلم من خز أو صوف، والقطيفة: كساء له خمل يجعل دثارا هكذا فسرها المنذري، فسمي هؤلاء الذين أن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا عبيدا لهذه الأشياء لأنها محنتهم ورضاهم ورغبتهم إليها فإذا أشغف الإنسان بمحبة صورة لغير الله بحيث يرضيه وصوله إليها وظفره بها ويسخطه فوات ذلك كان فيه من التعبد لها بقدر ذلك، أ. هـ.

قوله: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم" قال النووي (١): تعس بفتح العين وكسرها لغتان واقتصر الجوهري (٢) على الفتح والقاضي على الكسر ومعناه عثر، وقيل: هلك، وقيل: لزمه الشر، وقيل: سقط وجهه، وقيل: تعس أي انكب إلى آخره والمراد بعبد الدينار وعبد الدرهم من يحرص على تحصيل أنواع الأموال ولا يتفكر في أنه يحصله من الحلال أو من الحرام وإذا حصلها بخل بانفاقها وبأداء حقوق الله تعالى الواجب فيها، وهذه الكلمات دعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- على من ترك عمل الآخرة واشتغل بجمع أموال الدنيا يعني من كان هذا صفته صار ذليلا وإن أصابه غم وجراحة ما أزال الله عنه ذلك الغم ففيه ذم فتنة متاع الدنيا الفاني، ومعنى قوله "إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط"


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٨).
(٢) الصحاح (٣/ ٩١٠).