بكسر السين السرار وكان يعرف بصاحب السواد والسواك والنعل، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانمائة حديث وثمانية وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة وستين، وانفرد البخاري بأحد وعشرين ومسلم بخمسة وثلاثين حديثا، نزل الكوفة في آخر أمره، وتوفي بها سنة ثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، قيل: عاد إلى المدينة واتفقوا على أنه توفي وهو ابن بضع وستين سنة، والذين قالوا: توفي بالمدينة، قالوا: دفن بالبقيع قيل: وصلى عليه عثمان وقيل الزبير وقيل عمار بن ياسر، وكان - رضي الله عنه - من كبار الصحابة وساداتهم وفقائهم ومقدميهم في القرآن والفقه والفتاوى، ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قدمت أنا وأخي من اليمن وكنا جئنا وما نرى ابن مسعود وأمه.
إلا من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نرى من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولزومهم له (١) وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة وكتب إليهم بعثت إليكم عمار أميرًا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرًا وهما من النجباء من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل بدر فاقتدوا بهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي وقال أبو ظبية: مرض ابن مسعود فعاده عثمان فقال: ما تشتكي؟ قال ذنوبي قال مما تشتهي قال رحمة ربي قال: ألا آمر لك بطبيب، قال: الطبيب أمرضني قال: ألا آمرك بعطاء قال لا حاجة لي فيه قال: يكون لبناتك قال: أتخشى علي بناتي الفقر وإني قد أمرتهن أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة
(١) أخرجه البخاري (٣٧٦٣) و (٤٣٨٤)، ومسلم (١١٠ و ١١١ - ٢٤٦٠).