للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحرم منه ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - "بل هو نسي" حديث إنما أنسى لأبين أي لأذكر لكم ما سيلزم الناس لشيء من عبادته وأفعل ذلك فتقتدوا بي (١) فقوله أنسي هو بتشديد السين لا غير.

تنبيه: قال الخطابي رحمه الله: أحدهما: أن الله تعالى الذي أنساه إياه لأنه المقدر للأشياء كلها.

والثاني: أن أصل النسيان الترك فكره له أن يقول تركت القرآن أو قصدت إلى نسيانه لما في ذلك من الكراهة ولأن ذلك لم يكن باختياره قد أنساه الله تعالى ونساه إياه ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - "بل هو نسي" قوله بل هو نسي (٢) قال القاضي عياض (٣): ضبطناه بالتخفيف والتشديد قال صاحب المغيث ولو روي نسي بالتخفيف يكون معناه أنه ترك من الخير وحرم (٤).

تنبيه: قوله "بل هو نسي" قال الخطابي رحمه الله: يحتمل أن يكون خاصا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويكون معنى نسي نسخت تلاوته نهاهم عن هذا القول لئلا يتوهم الضياع على محكم القرآن وأراهم أن ذلك من قبل الله تعالى لما رأى في نسخ التلاوة من الحكمة (٥) والله أعلم.


(١) المجموع المغيث (٣/ ٢٩٥)، والنهاية (٥/ ٥١).
(٢) لم أعثر عليه في كتب الخطابى إنما ذكره صاحب المجموع المغيث (٣/ ٢٩٤ - ٢٩٥).
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١٥٥).
(٤) المجموع المغيث (٣/ ٢٩٥).
(٥) أعلام الحديث (٣/ ١٩٤٦).