للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته" وأصله أن المستمع يميل بإذنه على جهة المستمع، تقول العرب: أذن بكسر الذال يأذن بفتحها في المستقبل إذنا بفتح الهمزة، والذال في المصدر إذا أصغى واستمع، وهذا المعنى في حق الله مجاز، وإنما هو من باب التوسع على ما جرى من عرف التخاطب وهو منصرف في حق الله تعالى لإكرام القارئ وإجزال [ثوابه ووجه] هذا [التوسع] أن الإصغاء إلى الشيء [قبول] له واعتناء به ويترتب على ذلك إكرام المصغي إليه فعبر عن الإكرام بالإصغاء [إذ هو عنه]، وفائدة هذا الخير حث القارئ على إعطاء القراءة حقها في ترتيلها وتحسينها [وتطيبها بالصوت] الحسن ما أمكن، أ. هـ قاله القرطبي (١).

قال الحافظ (٢): القينة هي الأمة المغنية وقال المنذري أيضا في حواشي مختصر سنن أبي داود: والقينة الأمة المغنية أو غير مغنية (٣) وقال أبو عمرو: وكل عبد عند العرب قين، والأمة قينة وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة وليس كذلك (٤)، وقال غيره: سميت قينة لأنها تصلح البيت وتزينه والقينة الماشطة، والقينة المغنية وذلك راجع إلى الإصلاح والتزيين (٥).


(١) المفهم (٧/ ٥٤).
(٢) فتح الباري لابن حجر (٩/ ٧١).
(٣) المحكم (٦/ ٥٠٩)، وتهذيب الأسماء واللغات (٤/ ١٠٧).
(٤) الصحاح (٦/ ٢١٨٦)، وتهذيب الأسماء واللغات (٤/ ١٠٧).
(٥) انظر الصحاح (٦/ ٢١٨٦)، والميسر (٢/ ٦٦٢) والمفهم (١٩/ ٤١).