للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح، مات في خلافة علي، وقال غيره: مات بعد الخمسين].

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب، كذا قال الهروي والخطابي (١) ومن تقدمهما والصحيح أنه من تحسين الصوت ويؤيده الرواية الأخرى، يتغنى بالقرآن أي يجهر به ويحسن به صوته وقيل معناه تحسين القراءة وترجيع الصوت به يقال تغنى بمعنى جهر أي رفع صوته يقال جهر وأجهر والجهر والإجهار لغتان فمعنى اجهر أي أرفع صوته فالمراد بقوله يجهر به هو إخراج القرآن في التلاوة عن مساق المحادثة بالأخبار [بإلذاذ] أسماعهم بحسن الصوت وترجيعه [لا الجهر المنهى] عنه الجافي على المسامع كما قال الله عز وجل في النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} (٢) (٣) قاله في الحواشي، وتقدم الكلام على ذلك مبسوطا.


(١) معالم السنن (١/ ٢٩١).
(٢) سورة الحجرات، الآية: ٣.
(٣) قاله ابن بطال كما في شرح الصحيح (١٠/ ٥٤٣).