للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١) " الحديث، قال القاضي عياض (٢): فيه حجة للقول بجواز تفضيل بعض القرآن على بعض وتفضيله على سائر كتب الله تعالى قال: وفيه خلاف للعلماء فمنع منه أبو الحسن الأشعري وأبو بكر الباقلاني وجماعة من الفقهاء والعلماء لأن تفضيل بعضه يقتضي نقص المفضول وليس في كتاب الله نقص وتأول هؤلاء ما ورد من إطلاق أعظم وأفضل في الآيات والسور بمعنى عظيم وفاضل وأجاز ذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين قالوا وهو راجع إلى عظم أجر قارئ ذلك وجزيل ثوابه والمختار جواز قول هذه الآية أو السورة أعظم أو أفضل بمعنى أن الثواب المتعلق بها أكثر وهو معنى الحديث والله أعلم وتقدم ذلك.

قال العلماء: إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات والله أعلم (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليهنك العلم أبا المنذر" أي ليكن العلم هنيئا لك أو أن العلم أتاك من غير تعب كذا في شرح القاضي البيضاوي وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لأبي - رضي الله عنه - ودليل على كثرة علمه وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم وفيه جواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١٧٧).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٩٤).