للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى، قال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر. فقال: "يا فلان، ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ " فقال: يا رسول الله إني أحبها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حبها أدخلك الجنة". وقال: هذا حديث غريب صحيح، قال القاضي أبو بكر بن العربي (١): هذا دليل على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة واللّه أعلم.

فائدة يختم بها الباب: روى الدارقطني والبيهقي (٢) عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا، وجعله في كمه، فأتى فقال: ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك، ولولا أن يسميني قومي عجولا لقتلتك، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! دعني فأقوم فأقتله، قال - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمر! أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا"، ثم أقبل الأعرابي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: واللات والعزى لا آمنت


(١) أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (٤/ ٤٦٨).
(٢) المعجم الأوسط (٥٩٩٦) قال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٨/ ٢٩٤): رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي: والحمل في هذا الحديث عليه. قلت:، وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (٥/ ١٠٨).