للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأصمهم وأعماهم وقد ورد أن الذكر الخفي فضل الجلي بسبعين درجة ومحال في حقهم أن يتركوا ما هو أفضل ويفعلون المفضول ومحال في حقه عليه السلام أن يراهم يفعلون المفضول ولا يرشدهم إلى الأفضل وينبههم عليه (١) والله أعلم. انتهى ذكره في تهذيب النفوس.

وقال القرطبي: قال علماؤنا الذكر والمجالس المذكورات في هذا الحديث مجالس العلم وهي مجالس الحلال والحرام ما يجوز ولا يجوز كيف يتوضأ وما يجب فيه ويسن ويستحب ويكره ويمنع وكيف ينكح وما يمنع إلى غير ذلك حتى الحركات و السكنات والنطق والصمت تعرف الأحكام عليك في ذلك كله ولهذا أشار بل صرح أبو هريرة - رضي الله عنه - حين خرج إلى الناس بسوق المدينة فنادى فيهم: ما بالكم ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم في المسجد بين أمته وأنتم مشغولون في الأسواق فتركوا السوق أتوا المسجد فوجدوا الناس حلقا حلقا لتعلم القرآن والحديث والحلال والحرام فقالوا: أين ما ذكرت يا أبا هريرة؟ فقال: هذا ميراث نبيكم إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم وها هو ذا أو كما قال، وقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ذكر الله عند أمره ونهيه أفضل من ذكره باللسان (٢) اهـ.

لأنه ليس المقصود الذكر باللسان خاصة بل المقصود معرفة الإيمان وأحكامه وفروعه والمشي على تلك الأحكام ويتعين عليه من ذلك ما


(١) المدخل (١/ ٩٢ - ٩٣) لابن الحاج.
(٢) المدخل (١/ ٨٧).