للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قولهم بأن عيسى ولده تعالى وأضاف لفظ العبد إلى ظاهر اسمه تعالى دون ضميره كما قال في حق محمد وأن محمدا عبده لأن محمدا لم يختلف في عبوديته بخلاف عيسى فأضيف إلى ظاهر الاسم ليكون أصرح دلالة في إبطال مذهبهم (١).

قوله "ورسوله" يبطل مذهب اليهود المنكرين لرسالته (٢) أي سيدنا روح الله عيسى عليه السلام - صلى الله عليه وسلم - القائلين فيه ما لا يحل من قذفه وقذف أمه (٣) أو لأنهم كانوا حضورا (٤) وإنما عيسى كلمة الله لأن خلقة من غير ماء ونطفة [يشبه] إيجاد الإبداعات لمجرد تعلق الإرادة والأمر كما قال الله تعالى: {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٥) وكما قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (٦) (٧) وقيل سماه كلمة لتبشيرها أولا بولد ثم كونه بشرا فسماه كلمة (٨) أو لأنه لما تكلم في غير أوانه سمي بالكلمة لغاية فصاحته وفرط استغراب الكلام منه كما سمي العادل بالعدل


(١) شرح المصابيح (١/ ٦٠).
(٢) شرح المشكاة (٢/ ٤٨٠)، وإرشاد السارى (٥/ ٤١٠)، وشرح المصابيح (١/ ٦٠).
(٣) شرح المشكاة (٢/ ٤٨٠)، وإرشاد السارى (٥/ ٤١٠).
(٤) تحفة الأبرار (١/ ٦٢).
(٥) سورة يس، الآية: ٨٢.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ٥٩.
(٧) تحفة الأبرار (١/ ٦٣).
(٨) المفهم (١/ ١١٧).