قوله: وعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه -[جندب بضم الدال وفتحها، هو أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد اللّه، وأبو سليمان، وأبو محمد، سمرة بن جندب بن هلال بن حريج، بحاء مهملة مفتوحة، ثم راء مكسورة، ثم مثناة تحت، ثم جيم، ابن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين، بخاء مضمومة وشين معجمتين، ابن لأى بن عصم بن شمخ ابن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان الفزارى.
توفى أبوه وهو صغير، فقدمت به أمه المدينة، فتزوجها أنصاري، وكان في حجره حتى كبر، قيل: أجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقاتلة يوم أحد، وغزا مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - غزوات، ثم سكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، ويستخلفه على الكوفة إذا سار إلى البصرة، وكان يكون في كلّ واحدة منهما ستة أشهر، وكان شديدا على الخوارج، ولهذا تبغضه الحرورية ومن قاربهم في مذهبهم. وكان الحسن وابن سيرين وفضلاء البصرة يثنون عليه. قال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير.
روى له عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وثلاثة وعشرون حديثًا، اتفاقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بأربعة. روى عنه أبو رجاء العطاردي، وعبد الله بن بريدة، والحسن البصري، والشعبي، وابن سيرين، وابن أبي ليلي، وعلي بن ربيعة، وأبو نضرة، وآخرون.
توفى بالبصرة سنة تسع، وقيل: ثمان وخمسين. وقال البخاري: توفى سمرة بعد أبي هريرة، يقال: آخر سنة تسع وخمسين، ويقال: سنة ستين. وفى