على الأرض مسلم غيرنا. رواه الطبرانى بإسناده. وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدرا، وأحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد، وشهد اليرموك، وهو الذى أجهز على أبى جهل يوم بدر، وشهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وهو صاحب نعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يلبسه إياها إذا قام، فإذا خلعها وجلس جعلها ابن مسعود فى ذراعه، وكان كثير الولوج على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والخدمة له، وثبت فى صحيح مسلم عنه، قال: قال لى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آذنك على أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادى حتى أنهاك"، والسواد بكسر السين: السرار، وكان يعرف بصاحب السواد، والسواك، والنعل. روى له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانمائة وثمانية وأربعون حديثا، اتفق البخارى ومسلم منها على أربعة وستين، وانفرد البخارى بأحد وعشرين، ومسلم بخمسة وثلاثين. روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو موسى الأشعرى، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعمران بن الحصين، وعمرو بن حريث، وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة، وخلائق لا يحصون من كبار التابعين، نزل الكوفة فى آخر أمره، وتوفى بها سنة ثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: عاد إلى المدينة، واتفقوا على أنه توفى وهو ابن بضع وستين سنة، والذين قالوا: توفى بالمدينة، قالوا: دفن بالبقيع، قيل: وصلى عليه عثمان، وقيل: الزبير، وقيل: عمار ابن ياسر. وكان من كبار الصحابة، وساداتهم، وفقهائهم، ومقدميهم فى القرآن، والفقه، والفتوى، وأصحاب الخلق، وأصحاب الاتباع فى العلم، وعن حذيفة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تمسكوا بعهد ابن أم عبد". وبعثه عمر بن الخطاب،