للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَلَا يسبقكم من بعدكم (١).

الدُّثُور بِضَم الدَّال الْمُهْملَة جمعه دثر وَهُوَ المَال الْكثير.

قوله: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، تقدم الكلام عليه.

قوله: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، والعلى جمع العليا تأنيث العلى وذكر النعيم المقيم تعريض بالنعيم العاجل فإنه قلما يصفوا وإن صفا فهو وشيك الزوال وسرعة الانتقال وفيه إن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر، وسيأتي الكلام على هذا مبسوطًا في محله والله أعلم وتقدم الكلام على الدثور أنه جمع دثر وهو المال الكثير، المال لمن استعان به على طاعة الله وأنفقه في سبيل الخيرات المقربة إلى الله تعالى سبب موصل له إلى الله تعالى وهو لمن أنفقه في معاصي الله تعالى واستعان به على نيل أغراضه المحرمة واشتغل به عن طاعة الله تعالى سبب قاطع له عن الله تعالى لما قال أبو سليمان الداراني: الدنيا حجب عن الله لأعدائه وقطيعة موصلة إليه لأوليائه وقد مدح الله في كتابه العزيز القسم الأول وذم القسم الثاني فقال في مدح الأولين {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} إلي قوله {يَحْزَنُونَ} (٢) وغيره من الآيات، وقال في ذم الآخرين {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} إلى قوله:


(١) الترمذي (٤١٠)، وقال: حديث حسن غريب، والنسائي في الكبرى (١٢٧٦).
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٧٤.