للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بما رأى" قال النووي (١) وغيره إضافة الرؤيا المحبوبة إلى الله تعالى إضافة تشريف بخلاف المكروه وإن كانتا جميعا من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته ولا فعل للشيطان فيها لكنه يحضر الرؤيا المكروهة ويرتضيها ويسر بها، قال القاضي عياض رحمه الله تعالى (٢): قال كثير من العلماء أن للرؤيا ملكا وكل بها يرى الرائي من ذلك ما فيه تنبهه على ما يكون له أو يقدر عليه من خير أو شر والله أعلم، وعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرؤيا ثلاث فبشرى من الله وحديث النفس وتخويف من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي"، انفرد به ابن خزيمة، فالرؤيا على ثلاثة أقسام رؤيا من الله ورؤيا من الشيطان وحديث النفس، والرؤيا الصحيحة أقسام منها إلهام يلقيها الله تعالى في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام كما قال عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: مثل يضربه له ملك الرؤيا الموكل بها، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه وغيرهم، ومنها: مثل عروج روحه إلى الجنة ومشاهدتها وغير ذلك فالتقاء أرواح الأحياء والأموات نوع من أنواع الرؤيا الصحيحة التي هي عند الناس من جنس المحسوسات وهذا نوع اضطرب فيه الناس أ. هـ.


(١) شرح النووي على مسلم (١٥/ ١٧).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٧/ ٢١٥).