للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: قال الصاغاني في العباب: التفل شبيه بالبزق وهو أقل، أوله البزق ثم التفل ثم النفث ثم النفخ، وقد تفل يتفل ومنه تفل الراقي ذكره في سلاح المؤمن (١) فحاصله ثلاثة أنه جاء في الحديث: فلينفث وفليبصق وفليتفل، وأكثر الروايات "فلينفث" وقال بعضهم: إنها بمعنى واحد ولعل المراد بالجميع النفث وهو: نفخ لطيف بلا ريق ويكون التفل والبصق محمول عليه مجازا، وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإنها لا تضره" فمعناه أن الله تعالى جعل هذا سبيلا لسلامته من مكروه يترتب عليها كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء فينبغي أن يجمع بين هذه الروايات ويعمل بها كلها والله أعلم.

فائدة: وهي خاتمة الباب: من الصغائر أن يقول الإنسان رأيت كذا وكذا ولم يره، وذلك حرام شديد التحريم، ويحتمل أن يكون كبيرة، ويدل عليه أيضًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين" الحديث، يقال حلم يحلم حلما وهذا لما ذكر رؤية ما لم يره كلف فعل ما لا يفعل وهو العقد بين شعيرتين [فإن قال قائل: كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلم زادت عقوبته فيما يتعلق بالنوم؟ فقد أجاب عنه ابن جرير الطبري فقال: قد صح الحديث أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحيا، والكاذب في الرؤيا يدعي أن الله تعالى أراه] ما لم يره وأعطاه جزءا من النبوءة لم يعطه، والكاذب على


(١) سلاح المؤمن (ص ٢٨٨).