للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من فعل الشيطان وتسويله فكيف يكون إيمانا صريحا (١) وقيل: معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان والوسوسة علامة محض الإيمان، وهذا القول اختاره القاضي عياض (٢)، وسئل إبراهيم عن الوسوسة فقال: صلاة لا وسوسة فيها فإنها لا تقبل، لأن اليهود والنصارى لا وسوسة لهم (٣)، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: الفرق بين صلاتنا وصلاة أهل الكتاب وسوسة الشيطان لأنه فرغ من عمل الكفار لأنهم وافقوه، والمؤمن يخالفه، والمحاربة تكون مع المخالف (٤)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشيطان يوسوس لكم ما لو تكلمتم به كفرتم فعليكم بقراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

فائدة: قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: روى أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله مبتلى بالهم والوسوسة، فقال: "قل اللهم اجعل نفسي إليك مطمئنة تؤمن بلقائك وتقنع بعطائك وترضى بقضائك وتخشى عقابك" فقالها فزال عنه ما كان يجده (٥)، أ. هـ.


(١) معالم السنن (٤/ ١٤٧).
(٢) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٥٤).
(٣) نزهة المجالس (١/ ١٢٨).
(٤) نزهة المجالس (١/ ١٢٨)، وبريقة محمودية (٤/ ٢٣٥).
(٥) أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٩٩ رقم ٧٤٩٠) والشاميين (١٥٩٨). قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ١٨٠: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه. وضعفه الألباني في الضعيفة (٤٠٦٠).