للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبي -صلى الله عليه وسلم- لا لشكهم في صدق الراوي بل لإزالة الشك الحاصل عند غيرهم ممن يعتريه وهم أو ريبة أو سوء ظن، وقد وقع الحلف في خبر الله تعالى، قال الله تعالى {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)} (١) ووقع الاستحلاف في خبر الصادق، ففي الصحيحين من حديث أنس قال: نهينا أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: صدق، وقال: فمن خلق السماوات والأرض؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماوات والأرض ونصب الجبال، آلله أرسلك؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: ثم ولي وقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لئن صدق ليدخلن الجنة" (٢) أ. هـ.


(١) سورة الذاريات، الآيتان: ٢٢ - ٢٣.
(٢) أخرجه البخاري (١٣٩٧)، ومسلم (١٤).