للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل: "يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم" وذلك أن الناس عبيد الله لا يملكون شيئا وخزائن الرزق بيد الله عز وجل فمن لا يطعمه بفضله بقى جائعا بعدله إذ ليس عليه إطعام أحد.

فإن قلت: كيف هذا مع قوله عز وجل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (١)؟

قلنا: هذا التزام منه تفضلا لا أن عليه للدابة حقا بالأصالة، وشبيه بهذا قوله عز وجل {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} (٢) الآية، أي ذلك واجب منه تفضلا التزاما عليه لزوما قاله الطوفي (٣).

قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل أنه قال: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار" وهذا من باب مقابلة الجمع بالجمع أي تصدر منكم الخطيئة ليلا ونهارا، من بعضكم ليلا، ومن بعضكم نهارا، الرواية المشهور: "تخطئون" بضم التاء وسكون الخاء وكسر الطاء وضبطه بعض الفضلاء بفتح التاء والطاء على وزن تفترون من الافتراء يقال: خطئ يخطئ إذا فعل ما يأثم به فهو خاطئ ويقال في الإثم أيضا أخطا وهما صحيحان ومنه قوله تعالى


(١) سورة هود، الآية: ٦.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٧.
(٣) التعيين (ص ١٨٦).