للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" الحديث، إن كان المراد من وجد ذلك في الدنيا كما قال الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} (١) الآية، ويكون مأمورًا يلوم نفسه على ما فعلت من الذنوب الذي وجد عاقبتها في الدنيا كما قال الله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى} (٢) الآية، فالمؤمن إذا أصابه في الدنيا بلاء رجع على نفسه ودعاه ذلك إلى الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار، فيه إشارة إلى أن الخير كله فضل من الله على بعده من غير استحقاق والشر كله من عند ابن آدم من اتباع هوى نفسه كما قال عز وجل {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} (٣) والله أعلم قاله ابن رجب (٤).

قوله: قال سعيد، وسعيد هذا هو ابن عبد العزيز التنوخي.

قوله: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه، وأبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بالهمز وبالذال المعجمة بن عبد الله بن عمرو على المشهور، الخولاني: بالخاء المعجمة الشامي التابعي الجليل القدر الكبير الشأن ولاه معاوية القضاء بدمشق وكان من عبادة الشام وقرائهم، ولد يوم حنين، توفي سنة ثمانين والله أعلم.


(١) سورة غافر، الآية: ٤٠.
(٢) سورة السجدة، الآية: ٢١.
(٣) سورة النساء، الآية: ٧٩.
(٤) جامع العلوم والحكم (٢/ ٥٣).