وقالت طائفة: السكوت والخمودُ تحت جريان الحكم أتمّ، والرضا بما سبق به القدر أولي، وقال قوم: يكون صاحبُ دعاءٍ بلسانه ورضا بقلبه ليأتيَ بالأمرين جميعًا.
قال الإمام القشيري: والأولى أن يقال إِن الأوقات مختلفة ففي بَعْض الأحوال الدعاء أفضل من السكوت وَهُوَ الأدب وَفِي بَعْض الأحوال السكوت أفضل من الدعاء وَهُوَ الأدب وإنما يعرف ذَلِكَ فِي الوقت، لأن علم الوقت إِنَّمَا يحصل فِي الوقت فَإِذَا وجد بقلبه إشارة إِلَى الدعاء فالدعاء لَهُ أولى وإذا وجد إشارة إِلَى السكوت فالسكوت لَهُ أتم، أ. هـ (١)، قال الإمام السبكي: والصواب أن الدعاء أولى مطلقا لما في الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من لم يدع الله غضب عليه" قال: ومن شروط الدعاء أن يكون مطعمه حلالا ومن آدابه حضور القلب، وقال الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء: آداب الدعاء عشرة، الأول: أن يترصد الأزمان الشريفة كيوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ووقت الأسحار؛ والثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة كحالة السجود والتقاء الجيوش ونزول الغيث وإقامة الصلاة وبعدها وبين الأذان والإقامة وعند فطر الصائم، قلت: وحالة رقة القلب، الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع اليدين ويمسح بهما وجهه في آخره، الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر، الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء، وقد فسر به