للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة" نهي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة ودعا ولو طالت المدة فإنه سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء، وجاء في الأثر أن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال: يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته (١) فما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء فهو قريب من الإجابة ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له وبكل حال فلإلحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء الله عز وجل موجب للمغفرة والله تعالى يقول: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" وفي رواية "فلا تظنوا بالله إلا خيرا" (٢) ويروي من حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا: "يأتي الله تعالى بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق فيقول له اقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف أتعرف فيقول نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة فيقول الله عز وجل: لا بأس


(١) أخرجه: الطبراني في الأوسط (٨/ ٢١٦ رقم ٨٤٤٢) عن جابر بن عبد الله مرفوعًا. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به: سويد بن عبد العزيز. قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ١٥١: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك. وقال الألباني ضعيف جدا الضعيفة (٢٢٩٦).
(٢) أخرجه: ابن المبارك في الزهد (٩٠٩)، وأحمد ٣/ ٤٩١، وابن حبان (٦٣٣). وصححه الألباني في الصحيحة (١٦٦٣).